بعـد الحـنين
هل تغفرين لو انني أبدي الذي حاولت أخفي؟
سأقول شيئاً تافهاً يكفي الذي قد كان يكفي
ماعاد يسبقني الحنين إليك أو ينجـر خلفي
ما كان جباراً هواك وإنما قواه ضعفي
واليوم لا أبكي نواك... ولا اقترابي منك يشفي
مدرسة الحياة
ماذا يريد المرء ما يشفيه يحسو روا الدنيا ولا يرويه
ويسير في نور الحياة وقلبه ينساب بين ظلاله والتيه
والمرء لا تشفيه إلا نفسه حاشا الحياة بأنها تشقيه
ما أجهل الإنسان يضني بعضه بعضاً ويشكو كل ما يضنيه
ويظن أن عدوه في غيره وعدوه يمسي ويضحي فيه
غر ويدمي قلبه من قلبه ويقول: إن غرامه يدميه
غر وكم يسعى ليروي قلبه بهنا الحياة وسعيه يظميه
يرمي به الحزن المرير إلى الهنا حتى يعود هناؤه يرزيه
ولكم يسيء المرء ما قد سره قبلا ويضحكه الذي يبكيه
ما أبلغ الدنيا وأبلغ درسها وأجلها وأجل ما تلقيه
ومن الحياة مدارس وملاعب أي الفنون يريد أن تحويه
بعض النفوس من الأنام بهائم لبست جلود الناس للتمويه
كم آدمي لا يعد من الورى إلا بشكل الجسم والتشبيه
يصبو فيحتسب الحياة صبيةً وشعوره الطفل الذي يصيبه
* * *
قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى ما قيمته الإنسان ما يعليه
وأسمع تحدثك الحياة فإنها أستاذة التأديب والتفقيه
وأنصت فمدرسة الحياة بليغة تملي الدروس وجل ما تمليه
سلها وإن صمتت فصمت جلالها أجلى من التصريح والتنويه
** ** **
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي باليأس مفعمة وجوي
مفعم
لكنني أهوى الهموم لأنها فكر أفسر صمتها وأترجم
أهوى الحياة بخيرها وبشرها وأحب أبناء الحياة وأرحم
وأصوغ »فلسفة الجراح« نشائداً يشدو بها اللاهي ويشجى المؤلم
من حياة البردوني
- عبدالله بن صالح بن عبدالله بن حسين البردوني.
- ولد في قرية البردون .. شرق مدينة ذمار.. اليمن عام 1929م.
- أصيب بالجدري وهو في الخامسة أو السادسة من عمره وعلى إثره فقد بصره.
- بدأ تلقي تعليمه الأولي في قريته وهو في السابعة من العمر، وبعد عامين
انتقل إلى قرية (الملة عنس)، ثم انتقل إلى مدينة ذمار وهناك التحق بالمدرسة
الشمسية.
- حين بلغ الثالثة عشرة من عمرة بدأ يغرم بالشعر وأخذ من كل الفنون إذ لا
يمر مقدار يومين ولا يتعهد الشعر قراءة أو تأليفاً، قرأ ما وقعت عليه يده
من الدواوين القديمة.
- انتقل إلى صنعاء قبل أن يتم العقد الثاني من عمره حيث درس في جامعها
الكبير، ثم انتقل إلى دار العلوم في مطلع الأربعينيات وتعلم كل ما أحاط به
منهجها حتى حصل على إجازة من الدار في (العلوم الشرعية والتفوق اللغوي).
- عين مدرساً للأدب العربي شعراً ونثراً فيدار العلوم.
- رأس لجنة النصوص في إذاعة صنعاء، ثم عين مديراً للبرامج في الإذاعة إلى
عام 1980م.
- استمر في إعداد أغنى برنامج إذاعي ثقافي في إذاعة صنعاء (مجلة الفكر
والأدب) بصورة أسبوعية طيلة الفترة من عام 1964م حتى وفاته .
- عمل مشرفاً ثقافياً على مجلة الجيش من 1969م إلى 1975م، كما كان له مقال
أسبوعي في صحيفة 26 سبتمبر بعنوان «قضايا الفكر والأدب» ومقال أسبوعي في
صحيفة الثورة بعنوان «شؤون ثقافية».
- من أوائل من سعوا لتأسيس إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وقد انتخب
رئيساً للاتحاد في المؤتمر الأول.
أعماله
الشعرية:
صدرت له 12 مجموعة شعرية هي:
- من أرض بلقيس
- في طريق الفجر
- مدينة الغد
- لعيني أم بلقيس
- السفر إلى الأيام الخضراء
- وجوه دخانية في مرايا الليل
- زمان بلا نوعية
- ترجمة رملية.. لأعراس الغبار
- كائنات الشوق الآخر
- رواغ المصابيح
- جواب العصور
- رجعة الحكيم بن زائد.
الكتب والدراسات:
1- رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه.
2. قضايا يمنية.
3. فنون الأدب الشعبي في اليمن.
4. اليمن الجمهوري.
5. الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية.
6. الثقافة والثورة في اليمن.
7. من أول قصيدة إلى آخر طلقة..دراسة في شعر الزبيري وحياته
8. أشتات.