كتبها عبد الحكيم المرابط ، في 13 سبتمبر 2010 الساعة: 12:51 م
1- نبدة عن حياته :
كيركجورد سورين Kirkegaared saren (1813-1855) مفكر صوفي دانمركي رائد المذهب الوجودي، مؤلفاته الرئيسية "إما أو" 1843- "مفهوم الخوق" 1844- "المرض حتى الموت" 1849. وموضوع الكتاب الأول هو المشكلات (الشيقة المسيقية)، اما موضوع الكتابين الآخرين فهو مفهوم "الخطيئة الأولى"، ووصف للأنواع المختلفة للشك واليأس، انتقد فلسفة هيجل من وجهة نظر الذاتية المتطرفة.
والحقيقة حسب كيركجورد ذاتية دائما، وفي الأخلاق كان كيركجورد يؤدي الفردية والنسبة الأخلاقية، ويعد الوجود الديني أعلى الأنواع الثلاثة "للوجود" الإنساني (الجمالي والأخلاقي والديني)، وقد وضع كيركجورد مفهوم الوجود كمركب من المتناهي واللامتناهي "المؤقت والأبدي"، تقود نزهة ميخائيل في كتابها (سورين كيركجورد أيو الوجودية) "عندما تناولنا بالبحث هذا الفيلسوف الذي يلقب بأبي الوجودية، سورين كيركجورد إذ يمكن تفسير فلسفته بعناصر متقدمة عليه نعثر عليها لدى الفلاسفة الذين انتمى إليهم صراحة، كما نحدها لدى أولئك الذين أفضلهم أو أهمل الحديث عنهم، فنعثر مثلا عند أرسطوطاليس وابن سينا وكنت على تحليلات للوجود تدعم الفلسفة الوجودية كما نجد سقراط – الذي قدمه لنا كيركجورد في تأويل خاص به – أول فيلسوف وجودي"1
ينتمي كيركجورد إلى النزعة الرومانسية في حياته القلقة الممزقة وطبقا للقوانين الرومانسية نرى أن فلسفته هي حياته وان حياته هي موضوع فلسفته، فلا نرى عنده الهوة التي تفصل بين الأعمال والحياة خلافا لما نشهده عند ممارسي الفلسفة، إذ نجد لدى كيركجورد حياة تعبر عن عقيدة، وعقيدة، وعقيدة تمتد جدورها إلى أعماق الحياة، كما ندرك أن فلسفة الحب لديه هي رجع الصدى للحب الذي كان يكنه لأبيه ولفتاة اسمها "ريجين" وفي السنوات الأخيرة من حياته انتقد الكنيسة الرسمية (لنقص التقوى لديها).
2- السبيل الخلقي :
ينظر كيركجورد إلى السبيل الخلقي. من وجهات نظر مختلفة، فهو يتحدث عنه بلغة عالم الجمال ثم بلسان الزوج، ثم بلسان صاحب الولع الإلهي، وجهات النظر هنا يجب تجريدها من صداها التصوري العقلي، ولنتفهم مضمونها الوجودي، هذا الموقف أخذه كيركجورد على نحو وجودي، ذلك بأنه اتخذ سبيلا ما بعد اختياره الحر، أي بعد اصطدامه بالعقبة الحقيقية، عقبة وجوده، وعليه فبوسع كل امرئ أن يكون موجودا وان البتع السبيل "العام"، لأن من آثار هذا ودوافع شعورية قوية، فهو لن يرى العام، فما هو عام، فعالم الفن والجمال يقول عن الزواج إنه السأم، يقول عنه أيضا "إنه سبيل لا يميز شخصا عن الآخرين، بل يجمع الناس في كل متجانس".2
وجهات النظر تلك خارجة عن الحياة الخلقية، لأن من أثر الحياة ونظر إليها من داخل، وبحث في العام عن طريق الوجود، سيتجلى له أن الزواج – وإن كان يمثل القانون العام- فإن دعامته الأساسية هي المحبة، والمحبة دعامة التفرد، فالقانون الأخلاقي يقول لنا تزوج ولكنه لابد من يجب على المرء أن يتزوجه، يفسر العام في التباين والتباين في العام، وهذا أيضا شأن العمل فواجب كل فرد هو أن يبحث عن الرسالة الخاصة به، ففي هذه الرسالة والعضوية يظهر ما هو في الآن نفسه فردي وعام في الجنس البشري.
بناء عليه فإن البحث عن التباين في العام والاستقرار في الآن الذي يختاره الذات وهو يمارس حريته، يؤدي إلى صقل الشخصية، وبها يصبح الفرد موجودا، ومن هنا فليست الحياة الأخلاقية نسقا من الواجبات يفرض على الإنسان من الخارج، بل هي إرادة قوية تنبع من الذات، إنها اكتشاف إمكانيات الذات، إنها اختيار الذات للذات، كما أنها مقاومة ما يحول دون تحقيق هذا الاختيار، ومن هنا تتجلى أهمية الزمان، لأن تحقيق الحرية يقتضي اتصال العمل، وهذا الأخير يتطلب الاستغراق في الزمان.
وفي ضوء الفكرة السابقة، يبدو لنا الزمن عاملا مميزا لمختلف مراحل الحياة، فنوضح ذلك في كل مرحلة من هذه المراحل الثلاثة، الفنية، والخلقية ثم الدينية، فالزمن في المرحلة الفنية مجموعة من الآنات لا اتصال بينها، ومن ثم يتلاشى الآن، الآن خلو من السمك الزمني، وفي المرحلة الثانية – الخلقية- ففيه اتصالا زمنيا، لأن تحقيق الهدف العملي والسعادة الزوجية يتوقف على اتصاله. أما المرحلة ادينية، فإن الزمن يتلاشى حين يتطلع المرء إلى الآن الأبدي، وبعبارة أخرى " يتلاشى الزمن في المرحلة الفنية في الآن الذي لا سمك له، كما يتلاشى في المرحلة الدينية، في الآن الذي له سمك لا متناه، يتلاشى في الأولى لانعدام الاتصال الزمني، وفي الثاني للطموح إلى الأبدية".1
ولهذا يختلف معنى كل تصور وكل مقولة، من تصورات ومقولات الوجود تبعا لاختلاف المجالات الوجودية.
وهناك مقولتان من بين هذه المقولات تظفران بأهمية في فلسفة كيركجورد، هما التباين والتكرار.
3- مقولة التكرار :
عرفت فكرة التكرار تطورا في ذهن كيركجورد، فعبر عن شعوره بتلك الهيبة قائلا :
" أليس هذا عينه تكرارا؟ ألم أتلق الكل مضاعفا؟ أليست إياي من جديد؟ وألسته على نحو يتعين علي معه أن أستشعر مغزاه مضاعفا؟ وما تكرار الخيرات الدنيوية، التي يستوي أمرها في نظر الروح، أن هو قورن يمثل هذا التكرار؟ لقد عوض أيوب عن كل شيء ضعفا إلا أبناؤه، فالحياة الإنسانية لا تقبل تكرارها، التكرار الروحي هو الممكن هاهنا – وإن لم يبلغ في الزمنية أبدال مبلغه من الكمال في الأبدية التي هي وحدها التكرار الحق".1
بعد تأمل هذا النص نتساءل : هل للتكرار معنى معين أم معاني مختلفة لم يحدد كيركجورد مغزاها؟ نجده في بحثه عن مضمون هذه المقولة الجديدة يتوقف عند مغزاها الأسطوري : الهيبة المضاعفة التي من بها على أيوب وإبراهيم لإيمانهما، ولكن إذا تأملنا هذا المغزى نجده يختلف كما كان يتطلع إليه كيركجورد : وهو تكرار أول آن لحبه على نحو أبدي، وتحقيق حب لا يزول ولا يفنى، لقد عوض أيوب عما كان له مضاعفا. ولكن أليس مجال هذه الهيبة الفاني والمتغير؟ وهل يتطلع كيركجورد إلى الفاني، أم إلى الأبدي؟ إلى الآن الأبدي؟ وهكذا نجد منذ البدء مضمونين مختلفين لنفس التصور : التكرار، بقدر ما تختلف قصة أيوب عن آمال كيركجورد : تكرار وهبة أيوب وإبراهيم في الزمان، وهو مهدد بالزوال في الزمان وتكرار يتطلع إليه كيركجورد يجعل من أول آن أبدية لا ينال منها الزمان.
وهكذا يحتل معنى "التكرار" منزلة جديرة بالاعتبار في فلسفة كيركجورد فهو يمثل الفكر الوجودي أي فكر ينصب على تجربة معاشة.
وبهذا يختلف التكرار حسب اختلاف التصورات والمقولات الوجودية، فالتكرر في المجال الوجودي الحسي الفني باعث عن الملل، ولكنه في المجال الأخلاقي يغدو الدعامة الأساسية لتعميق المشاعر ، إذ الهدف هو الاحتفاظ بالحب في الزمان، أما في المجال الديني فالتكرار لا يناله المرء إلا بهبة إلهية، هبة الإيمان. فالإيمان يظفر بالآن الأبدي، كما أن البحث عن التباين في الأسلوب الفني الحسي في الحياة هو بحث عن مشاعر ومتع جديدة، أما في المجال الأخلاقي فهو بحث عن الرسالة الخاصة بالفرد، بينما في المجال الديني التبايت هو الهوة الفاصلة بين الإيمان والإله.
ومنه فباختلاف معاني التصورات والمقولات، تختلف القيم من مجال إلى آخر من مجالات الوجود، فالعالم الذي يزدريه كل من عالم الفن وصاحب الولع الديني، يصنع في المرتبة الأولى في المجال الأخلاقي، كما
المزيد
أضف الى مفضلتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف |
دوّن الإدراج لا تعليقات
الأسلوبية والنقد الأدبي
كتبها عبد الحكيم المرابط ، في 11 يناير 2010 الساعة: 18:22 م
تطرح مسألة العلاقة بين الأسلوبية والنقد الأدبي، وجهات نظر مختلفة، تضع هذه الثنائية في معرض جدل مستمر، بين التنافر أحيانا، والتوافق أحيانا أخرى. فمعظم الدارسين الذين حاولوا أن يتلمسوا هذه العلاقة، يميزون بداية بين نوعين من الأسلوبية، إحداهما لا علاقة لها بالنقد الأدبي،هي التي صاغ معالمها شارل بالي، والأخرى ذات علاقة وطيدة به، هي التي أنشأها ليو سبيتزر. يقول رينه وليك وأستين وارين في هذا الصدد:«يمكننا تسهيلا ـ لما نحن بصدده ـ أن نقسم الدراسة الأسلوبية إلى حقلين منفصلين إلى حد ما؛ دراسة الأسلوب في كل المنطوقات اللغوية، ودراسة الأسلوب في الأعمال الأدبية الإبداعية»1 . ويقول أندرسون: «لا يجب أن نخلط بين الأسلوبيتين وتوجد مصادر وفيرة العدد عن مشكلات الاختلاف بين أسلوبية اللغويين وأسلوبية النقاد»2 .
وقد عمل عبد السلام المسدي على مناقشة هذه القضية بنوع من التفصيل مشيرا في البداية إلى أن «الأسلوبية من حيث هي علم للأسلوب، ثم من حيث هي متصور مقترن بمعطى الظاهرة الأدبية، تستوجب بالضرورة علاقة ما بالنقد الأدبي، سواء أكانت علاقة إجراء أم علاقة إذعان وسواء كانت علاقة إثبات أم علاقة انتقاء، فالأسلوبية والنقد الأدبي مقولتان لا يخلو أمرهما أصوليا من إحدى وقائع ثلاث: إما أن تتواجدا، وإما أن تتطابقا، وإما أن تنفي إحداهما الأخرى»3 .
وبغض النظر عن هذه الخيارات الثلاث التي تحدد العلاقة بين النقد الأدبي والأسلوبية، يؤكد عبد السلام المسدي «أن الأسلوبية منهج علمي في طرق الأسلوب الأدبي، فهي إذن نظرية شمولية فيه من حيث أنها تحدده وتضبط السبل العلمية لتحليله اختياريا، كما أن الذي لا ينازعنا فيه أحد هو أن كل نظرية نقدية في الأدب تقتضي الاحتكام إلى مقياس الأسلوب باعتباره المظهر الفني الذي به قوام الإبداع الأدبي، وهذا المعطى هو صورة لحتمية حضور الظاهرة اللسانية في الحدث الأدبي»4 ، نستشف من خلال هذا القول أن الأسلوبية في نظر المسدي هي الجسر الذي يصل النقد الأدبي باللسانيات.
وقام محمد الدغمومي تبعا لذلك ـ في نطاق تتبعه للعلاقة بين النقد الأدبي وعلم اللغة ـ بالتأكيد على أن «أقوى مظهر اكتسبته علاقة النقد الأدبي بعلم اللغة كان مقرونا بع
المزيد
أضف الى مفضلتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | السمات:النقد الأدبي وعلوم اللغة
دوّن الإدراج لا تعليقات
عملية القراءة في البحث العلمي: خطواتها ومرتكزاتها
كتبها عبد الحكيم المرابط ، في 26 يوليو 2009 الساعة: 11:41 ص
تقــــــديم
في سياق المحاولات المنهجية الهادفة، التي تسعى إلى إطفاء الطابع التطبيقي على مادة منهجية البحث، بربطها بالأعمال المنتظر تحقيقها مستقبلا تأتي هذا الورقة التي نروم من خلالها إلى إثارة نقاش حول عملية القراءة، باعتبارها من أولى الأولويات التي تستدعي الإحاطة التامة بأسسها والعناية بها من قبل الباحث حتى تتيسر عليه الخطوات الموالية. فإذا عرف الباحث كيف يقرأ، لا محالة سيسهل عليه كذلك البحث.
هذا مع العلم أن القراءة ليست هي الوسيلة الوحيدة للحصول على المعلومات، بل نجد وسائل البحث السمعي البصري للمعلومات، وأيضا الملاحظة البشرية الدقيقة، وغيرها من الطرق المتعددة، لكن إذا لم تكن القراءة هي الوسيلة الوحيدة، فإنها دون شك الوسيلة الأساسية بالنسبة للباحث، لأنه بواسطتها يتمكن من تجميع موادها وتنظيمها وتوثيقها وتداولها واستنساخها، متى وكيف شاء ذلك.
وبناء على هذا، فاهتمامنا سينصب في هذه الورقة على المحاور الآتية، الذي زاوجنا من خلاله بين الجانب النظري والجانب التطبيقي:
بالنسبة للجانب النظري يضم:
ü تحديد مفهوم القراءة.
ü أنماط القراءة.
ü ما يتصل بالجانب المادي للقارئ.
ü ما يتصل بالجانب المعنوي التوثيقي للكتاب المقروء.
ü بعض الإشكالات العامة لعملية القراءة.
أما بالنسبة للجانب التطبيقي، فسنعرض من خلاله لكيفية القراءة بخصوص موضوع بعنوان "أسلوبية النص الشعري في بين التراث والحداثة".
أولا: الجانب النظري
I. مفهوم القراءة:
ليست القراءة مجرد تمرين العين على الحروف والكلمات والسطور، بل هناك من حاول تحديد هذا المفهوم بنوع من الدقة والعمق بحسب ما يتصل بمجال اهتمامه، وغايته من القراءة .
ـ فالناقد الأدبي مثلا يحدد القراءة بأنها هي فك كود الخبر المكتوب وتأويل نص أدبي ما.
ـ والباحث يعتبرها وسيلة من وسائل العثور على حقائق معينة.
هذا مع العلم أن فرعا من فروع علم النفس الحديث قد تتبع عملية القراءة باعتبارها نشاطا ذهنيا يمكن من خلاله اكتساب المعرفة ونموها وتطويرها عند الإنسان.
II. أنماط القراءة
تتعدد أنماط القراءة بتعدد أسبابها، فهناك من يقرأ استعدادا للامتحان وهناك من يقرأ للإلمام بالتوجيهات والتعليمات، وهناك من يقرأ بحثا عن حقائق معينة، ومن يقرأ للترفيه وتمضية وقت الفراغ أو يقرأ التماسا للنوم… ،ومن تم يمكن تقسيم القراءة وفقا لأهدافها وطرق ممارستها إلى أربعة أنماط رئيسية وهي:
· القراءة الترويحية أو الترفيهية: نختارها بمحض إرادتنا ولا تفرض علينا، وتكون لأجل المتعة وإن كانت هناك متعة في أنواع القراءة الأخرى.
· القراءة للبحث عن حقائق معينة: تكون متعلقة بموقف يتطلب الإجابة عن سؤال (تصفح دليل الهاتف مثلا بحثا عن رقم معين أو الرجوع إلى معجم لمعرفة معنى كلمة)، وهي عكس غيرها من أنواع القراءة لا تتطلب قدرا كبيرا من الإدراك الشخصي فهي لا تتطلب تتبع تسلسل أفكار المؤلف وإنما مجرد العثور على حقائق معينة
· القراءة لأجل الاستيعاب: تحتم تتبع الموضوع والتقاط المعلومات في نفس الوقت، فبالإضافة إلى قراءة الكتب الدراسية لتحقيق النجاح في الدراسة، يشمل هذا النمط القراءة لأغراض التفقه في الدين مثلا أو لأجل الإلمام بمتطلبات الحياة… ويتطلب هذا النوع من القراءة يقظة ذهنية فضلا عن العقل النقدي الواعي إلى حد ما.
· القراءة النقدية: هي أكثر أنواع القراءة تقدما، تتطلب أقصى درجات التفكير والتركيز، وتنطوي على عمليتين هما الفهم والتقدير، وهي عنصر أساسي في نشاط الباحث العلمي في مرحلة التخطيط للبحث، كما أنها من الأنشطة المألوفة لدارسي الأدب والمدرسين في تقديرهم لأعمال الطلبة والمهتمين بعرض الكتب ونقدها وكتابة المقالات.
III. ما يتصل بالقارئ في عملية القراءة. ( الجانب المادي)
لابد من التماس مكان هادئ، خاصة للقراءة الجادة نستطيع فيه التركيز بسهولة.
كما لابد من اختيار أوقات النشاط الذهني، حتى يتسنى للباحث فهم ما يقرؤه والأخذ عنه أخذا صحيحا غير محرف أو مشوه ولا مضطرب
وينبغي كذلك تجنب إجهاد العين والعقل لفترات طويلة متصلة، ففترات الراحة القصيرة المنتظمة التي تتخلل القراءة ليست مضيعة للوقت وإنما هي من العوامل المساعدة على الارتفاع بمستوى كفاءة القارئ.
بالإضافة إلى كل هذا يتعين على الباحث أن يتحلى بالصبر والأناة والجد والمثابرة، حتى يتمكن من الوصول إلى المعلومة بأسرع وقت ممكن.
IV. ما يتصل بالمقروء في عملية القراءة ( الجانب المعنوي)
لابد من مراعاة الجوانب الشكلية الآتي:
· المؤلف: هو عنصر مهم لابد من مراعاته أثناء عملية القراءة، إذ يفترض فيه أن تكون له قيمة في مجال الموضوع الذي يتم الاشتغال عليه.
· عنوان الكتاب: من اللازم تخصيص، جل أوقات القراءة للكتب التي لها، صلة بالموضوع المشتغل عليه، ويظهر ذلك من عنوانها، باعتباره العتبة الأولى التي تواجه القارئ، مع ضرورة الاحتياط من بعض الكتب التي تكون عناوينها غير مطابقة لفحواها.
· دار النشر: تقتضي أن تتوفر فيها الصفات العلمية وتجنب دور النشر التي تكون أهدافها، تجارية محضة.
·
المزيد
أضف الى مفضلتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | السمات:منهجية البحث العلمي
دوّن الإدراج تعليق واحد
قراءة في التراث النقدي المغربي
كتبها عبد الحكيم المرابط ، في 26 يوليو 2009 الساعة: 11:13 ص
القضايا النقدية عند الحسن اليوسي وأنماط القراءة في مختاراته الشعرية، عرض مركز حول كتاب: "من قضايا النقد والتلقي في التراث المغربي"، للحسين أيت مبارك
عبد الحكيم المرابط:: طالب باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش
إن المتتبع لحركة النقد الأدبي الحديث بالمغرب، ناذرا ما يظفر بدراسة نقدية تعلي من شأن تراثنا النقدي والأدبي المغربي القديم وتحاول أن تربط ماضي هذا النقد بحاضره.
ولعل الدراسة التي قدمها الدكتور الحسين أيت مبارك تحث عنوان "من قضايا النقد والتلقي في التراث المغربي"، الصادرة عن دار القرويين بالدار البيضاء سنة 2007، قد حاولت أن تستنطق التراث المغربي، متجهة صوب أحد أعلامه البارزين، هو الحسن اليوسي، وذلك بإبراز القضايا النقدية المتبلورة في انتاجاته الأدبية والفكرية، وتوظيف مفهوم التلقي للكشف عن أنماط القراءة المكنة لديه.
وعموما فإن المؤلف قد استهل هذه الدراسة – بعد المقدمة- بمدخل نظري أعقبه بفصلين أساسيين يتضمن كل واحد منهما مجموعة من المحاور الصغرى.
بالنسبة للمدخل النظري، قد عالج من خلاله المؤلف أربعة نقاط أساسية، أولاها تتعلق بشخصية اليوسي ومكانته العلمية، حيث قدم ترجمة له وعرفنا بثقافته، كما أشار إلى الدور الذي قام به اليوسي في الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي، وتصوره عن العلم والعلماء، أضف إلى ذلك إشارته إلى موسوعية اليوسي التي تنهل من روافد فكرية وأدبية مختلفة. أما النقطة الثانية فتتعلق بمفهوم النقد عند اليوسي الذي عمل المؤلف على مقارنته بنظيره في النقد الحديث. أما النقطة الثالثة فتتعلق بظاهرة الشعراء النقاد، حيث عرض المؤلف للجدل الناشئ بسبب هذه المسألة في الدراسات الغربية والعربية، وذلك بالتمييز بين أنصار الشعراء من جهة وأنصار النقاد من جهة ثانية، ثم تغير النص بين ذاتية الناقد ورؤية الشاعر. أما النقطة الرابعة فتتعلق بأنماط النقد لدى الشعراء، وتتلخص – حسب المؤلف- في مرحلة التفكير في النص وبنائه، ثم النقد الثاوي خلف البنيات الشعرية، والنقد الأدبي الصرف.
أما فيما يخص الفصل الأول، فقد عالج من خلاله المؤلف القضايا النظرية التي أدلى فيها اليوسي بدلوه، والتي تم تحديدها في ست قضايا كبرى، تتعلق أولاها، بمفهوم الشعر، حيث طرح المؤلف مسألة الأدب وضم
المزيد
أضف الى مفضلتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | السمات:جمالية القراءة في التراث النقدي
دوّن الإدراج لا تعليقات
الأسلوبية: إبداع عربي أم اتباع / بقلم الباحث الزاكوري عبد الحكيم المرابط
كتبها عبد الحكيم المرابط ، في 12 يوليو 2009 الساعة: 09:57 ص
1 ـ حول نشأة الأسلوبية وتطورها
شق علم الأسلوب طريقه وأخذ يبحث عن ترسيخ دعائمه، كاتجاه ضمن اتجاهات النقد الأدبي الحديث، منذ بداية القرن العشرين، وذلك بعد هالة من الشكوك المواكبة له، والتي أثيرت حول شرعية وجوده، فـ«دفعت به مدا وجزرا إلى القواعد التعليمية القديمة وأخرى إلى ضبابية الذوق الفني والحس اللغوي»[1].
ولعل أبرز التطورات التي حدثت على مستوى علم الأسلوب تكاد ترتبط في مجملها، بشكل مواز، بالتطورات التي حدثت على مستوى علم اللغة ، إذ ـ على حد تعبير عبد السلام المسدي ـ «منذ سنة 1902 كدنا نجزم مع شارل بالي (Charles Bally) أن علم الأسلوب قد تأسست قواعده النهائية»[2]، لكن الذين تبنوا دراسات بالي في التحليل الأسلوبي من بعده قد سارعوا إلى نبذ معظم الأسس العلمية، التي بنى عليها بالي تحليله، وشحنوا العمل الأسلوبي بشحنات من التيار الوضعي الذي جعل من اللغة كيانا مستقلا خاضعا لقوانين ثابتة، تفرض نفسها على الفرد رغم أنه هو موجدها ومبدعها[3].
هذا الذي حدث بين بالي، فيما سطره من أسس لعلم الأسلوب، وبين مواليه، في رغبتهم الأكيدة إلى تجاوزه، قد شكل تفاقما منهجيا واضحا في الأسلوبية المنتسبة إلى بالي، هذا التفاقم المنهجي بدوره، إذا أضفنا إليه استبعاد بالي للغة الأدبية من ميدان دراسته الأسلوبية، هو الذي سيؤدي إلى ردة فعل تمثلت في ظهور الألماني ليو سبتزر (Léo Spitzer) بمنهجه الأسلوبي الانطباعي المغرق في الذاتية[4]، القائم على أسس فلسفية مثالية. بتأثير من أستاذه كارل فوسلر (Karl Vossler)، والذي سيعرف امتداده ـ فيما بعد ـ في إسبانيا مع أمادو ألونسو (Amado Alonso) وداماسو ألونسو (Damaso Alonso)[5].
هكذا، يمكن أن نستشف أن ذلك الشك الذي حام حول مشروعية علم الأسلوب في النقد الأدبي الحديث، هو ناتج بالأساس عن صراع فلسفتين كبيرتين هما الوضعية من جهة والمثالية من جهة ثانية، مما أدى بـ ج . ماروزو (Jules Mrouzeau) سنة 1941 إلى التعبير عن أزمة الدراسات الأسلوبية في تدبدبها بين«موضوعية اللسانيات ونسبية الاستقراءات، وجفاف المستخلصات، فنادى بحق الأسلوبية في شرعية الوجود ضمن أفنان الشجرة اللسانية العامة»[6].
وقد لُبِّيَ نداء ماروزو هذا في فترة الستينيات من القرن العشرين، التي شهدت «اطمئنان الباحثين إلى شرعية علم الأسلوب [في الوجود]، وإذا بالمخاض يتحول من جدلية الوضعية والمثالية إلى ثنائية الممارسة والتنظير»[7]، فقد بشر رومان ياكبسون (Roman Jakobson) بسلامة الجسر الواصل بين اللسانيات والأدب في محاضرته حول (اللسانيات والإنشائية) التي ألقاها بندوة عالمية انعقدت بجامعة "أنديانا" بأمريكا سنة 1960. «وفي سنة 1965 ازداد اللسانيون ونقاد الأدب اطمئنانا إلى ثراء الأسلوبية واقتناعها إلى مستقبل حصيلتها الموضوعية، وذلك عندما أصدر تزفتان تودوروف ((Tzvetan Todorov أعمال الشكلانيين الروس[8] مترجمة إلى الفرنسية»[9]. فتتوج بذلك الدراسات الأسلوبية من قبل الألماني ستيفن ألمان (Stephen Ullman) الذي أعلن عن « استقرار الأسلوبية علما لسانيا نقديا»[10].
ومما زاد الدراسات الأسلوبية ثراء وخصبا، ظهور علم العلامات[11] (السيميولوجيا) الذي أصبح «من العلوم الجديدة الخصبة التي أسهمت في تأكيد الصلة بين الأدب والنقد، بل إنها هي التي ساعدت في ظهور الاتجاهات التحليلية في النقد الأدبي. على أن هذه الجهود في مجال البحث الأسلوبي وما يتصل به قد تفاعل مع المنهج العلمي الذي ساد الدراسات اللغوية عامة»[12]، يضاف إلى ذلك أيضا استفادة الأسلوبية من جهود اللسانيات التوليدية التحويلية التي جاءت بمثابة رد فعل على المدرسة التوزيعية والتي تتحدد غايتها في تحليل «المحركات التي بفضلها يتوصل الإنسان إلى استخدام الرموز اللسانية سواء كانت تلك المحركات نفسانية أو "ذهنية ـ ذاتية"»[13].
وأقصى تطور عرفته الأسلوبية ـ كما يبدو ـ يتمثل في استفادتها من نظرية التلقي، لإبراز العلاقة التفاعلية بين القارئ والنص الأدبي[14]
وهكذا، فإذا كان علم الأسلوب في النقد الأدبي الغربي الحديث قد نشأ وتطور بفعل نشوء علم اللغة وتطوره، بشكل مواز، فكيف تم ذلك في النقد الأدبي العربي الحديث؟
يبدو أن الأمر سيختلف نوعا ما، لسبب بسيط، يتمثل ـ في نظرنا ـ في أن ما حدث على مستوى علم اللغة في الغرب، لم يحدث أي شيء منه في العالم العربي، لذلك فإن الحديث عن علم الأسلوب في الفكر النقدي العربي الحديث، سيتأخر زهاء نصف قرن من الزمن عن نظيره الغربي، الذي شق طريقه منذ بداية القرن العشرين، هذا إذا اعتبرنا محاولتي أحمد الشايب وأمين الخولي في دعوتهما إلى «تجديد البحث في البلاغة العربية، في ضوء مفهوم الأسلوب»[15]، بمثابة الانطلاقة الأولى لنشوء علم الأسلوب في النقد الأدبي العربي الحديث.
ذلك أن أمين الخولي كان يهدف من خلال دعوته إلى غرضين: أحدهما قريب، وهو تسهيل دراسة المواد الأدبية. وثانيهما بعيد: وهو التجديد في علوم الأدب وعلوم العربية بحيث تكون مادة هذه الدراسات من مواد النهوض الاجتماعي، تتصل بمشاعر الأمة، وترضي كرامتها الشخصية، وتساير حاجتها الفنية المتجددة؛ فتكون اللغة لغة الحياة في ألوانها المختلفة وأداة التفاهم، فلا يعيش الناس بلغة ويتعلمون لغة أخرى، ولا يفكرون الناس بلغة ويدونون أفكارهم بغيرها، ويشعرون وينثرون ويمثلون ويخطبون بغيرها[16].
أما أحمد الشايب فيرى أن البلاغة العربية في فنونها المعروفة عند الأقدمين لا تساير الأدب الإنشائي العصري في أساليبه وفنونه، ولذلك يجب أن يوضع علم البلاغة وضعا جديدا يلائم ما انتهت إليه الحركة الأدبية في ناحيتها العلمية والإنشائية، ولهذا يقترح أن يدمج علم البلاغة في بابين: هما باب الأسلوب ويتناول دراسة الحروف والكلمات والجمل والصور والفقرات والعبارات، على أن تدرس درسا مفصلا دقيقا يعتمد علوم الأصوات والنفس والموسيقى، وما إليها مما يقدم الأسلوب على أنه صورة فنية أدبية، وفي هذا الباب تدخل علوم البيان والمعاني في البديع، لا على أنها علوم مستقلة بل على أنها في باب الأسلوب ، وأما الباب الثاني، فيدرس الفنون الأدبية وقوانينها شعرا ونثرا، (الخطبة والم
المزيد
أضف الى مفضلتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | السمات:سلسلة أسلوبيان
دوّن الإدراج تعليق واحد
إليك عزيزي القارئ
كتبها عبد الحكيم المرابط ، في 12 يوليو 2009 الساعة: 09:45 ص
يسرني عزيزي القارئ ان أقدم لك هذه المحاولات التي انتهيت إليها في مناسبات مختلفة - ندوات - أبحاث - حوارات - .. أرجو أن تجد فيها ما يفتح شهيتك للقراءة والتويم والتعليق كلما عنت لك فكرة مجانبة للصواب - فانا عزيزي