أحمد مرسى عضو جديد
عدد المساهمات : 29 نقاط : 83 السٌّمعَة : 0
| موضوع: القدس في القلب الخميس نوفمبر 25, 2010 5:02 am | |
| القدس في القلب وأورشليم على الارض.. هل تنجح إسرائيل في إنهاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة؟
عندما نلتقي حولة الدائرة المستديرة في الجمعية الفلسطينية الاكاديمية "باسيا" نعرف ان هناك معلومة ما ستطرح او نقاشا حاداً سيدور، ولكن في النهاية نقوم من حول الطاولة وينفض الاجتماع وقد ازداد الجميع تشاؤما، او تكدراً من الحياة وخاصة في مدينة القدس تلك المدينة التي تؤكد جميع المظاهر والحقائق والوقائع انها تتسرب من بين اصابع اهليها كما ينساب الرمل من بين اصابع الاطفال وهم يلهون على شاطئ البحر.
وهكذا كان وصدق الحدس! ففى اللحظة التي افتتح فيها د. مهدي عبد الهادي رئيس "باسيا" الجلسة بقوله ان القدس قد انتهت وان شارون ماضٍ في خطته الهادفة الى تهويد المدينة، مؤكدا ان الوقت قد شارف على النفاذ وان لم نحاول لملمة ما يمكن لملمته من بقايا القدس فاننا سنستيقظ ذات يوم على تلك المدينة التي كانت مهبط الديانات، ومن اهم المدن الروحية، مدينة الاسراء والمعراج، وقد اصبحت وكرا للرذيلة ومرتعا للمخدرات وتحولت من مدينة تشع املاً ونورا وروحانية الى حي من احياء القدس الاسرائيلية الكبرى!
وهنا توقف د. عبد الهادي المعروف بأسلوبه الحاد المباشر في طرح المواضيع مبقيا المستمع في حالة ذهول من حدة اقواله وطريقة عرضها، تاركا المجال لضيف الجلسة وهو دانييال زايدمان المستشار القانوني لمنظمة "عير عاميم" (اي مدينة كل الشعوب، المختصة بتقوية التعاون الفلسطيني الاسرائيلي في موضوع القدس) والذي لم يبخل هو ايضا في جرعة التشاؤوم بطرحه الموضوع بتجرد مؤلم، فهو الذي يخوض المعارك القانونية في اروقة المحاكم الاسرائيلية وخلف الابواب المغلقة، ودائما عن القدس، وفي حال فشله في تلك الجهود يتجه الى الصحافة فهذه الوسيلة لا تزال تعتبر سلاحا فعالا في الساحة الدولية. نهاية الدول الفلسطينية!!
بدأ المحامي زايدمان كلامه بالقول ان الحكومة الاسرائيلية تستعد للمصادقة في جلستها الاسبوعية الاحد (20 شباط) على اخطر القرارات وأكثرها تأثيراً على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي عامة وعلى القدس بشكل خاص، الا وهو بناء المقاطع المتبقية من الجدار الفاصل حول القدس وجنوب الضفة الغربية، وفي حال مصادقتها (وهذا هو المتوقع) فإنه يمكن القول وبحق وداعا للقدس، ووداعاً لحلم اقامة دولة فلسطينية طبيعية حقيقية، حيث يتضح من الخرائط التي عرضت على الحضور الكبير والذي كان غالبيته من منظمات حقوق الانسان والهيئات الاجنية والدولية حجم الكارثة التي تنتظر المدينة المقدسة والمناطق المحيطة بها، فالخطة المعروفة لدى المختصين بـ E1 ستقضي بصورة تامة على المنطقة الشرقية للمدينة، لأنها تعني ضم مستوطنة "معالية ادوميم" الى داخل اسرائيل وربطها مع مستوطنات "غوش عتصيون" جنوب مدينة بيت لحم ومستوطنة "بسجات زئيف" شمالاً، بالقرب من رام الله، مما يعنى فصلا كاملا بين شمال وجنوب الضفة الغربية، وعزلاً تاماً لمدينة القدس عن بقية الضفة الغربية، ويعني ايضا خلق كنتونات فلسطينية محجوزة بين جدارين، خاصة وان مقطع الجدار الذي سيبنى حول التكتل الاستيطانى الكبير في "غوش عتصيون" سيضم اكثر من 7% من اراضي الضفة الغربية الى اسرائيل، ويبقى بداخله اربع قرى فلسطينية كبيرة، منها "بتير، حوسان، ونحالين" والتي يبلغ تعددا السكان فيها اكثر من 18 الف نسمة، لا احد يعرف كيف ستربطهم اسرائيل بالضفة الغربية.
بينما قالت مصادر اسرائيلية في مكتب رئيس الحكومة تعليقا على تلك الاقوال بأن "مقاطع الجدار المنوي بناؤها جنوب بيت لحم تم الاتفاق عليها مع الادارة الامريكية، وتسير وفقا لتفاهم ما!!! يقضي بأن تضم اسرائيل الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية (غوش عتصيون جنوبا، وارئيل شمالا بالقرب من نابلس) اليها في مرحلة متأخرة، وبالتالي لا حاجة الى الهلع من هذا المقطع، فالجميع يعرف ان غالبية اراضي مستوطنة "غوش عتصيون" مملوكة ليهود منذ ايام الإنتداب البريطاني!!!!!!
القدس .... وداعا! لنعد الى المدينة المقدسة والتي اصبحت هدفا لسياسة تهويد مكثفة من قبل اسرائيل التي تتصارع مع الوقت لخلق وقائع يصعب على الفلسطينيين تغييرها او العيش معها، او يتوجب عليهم تقبلها فقط.. وهنا تذكرت ما قاله احد الخبراء في موضوع الاستيطان والقدس، انه خليل التفكجي عندما قال: "سيأتي يوم لن يجد فيه المفاوض الفلسطيني اي قطعة ارض للتفاوض عليها في القدس سوى مساحة المسجد الاقصى".. وقبل ايام التقيه بطريق الصدفة فذكرته بمقولته المشهورة فقال: "حتى مساحة لمسجد الاقصى لا توجد ضمانات ان تبقى كما هي عليه..."
وقال البروفيسور دانييال زايدمان في كلمته ذات الايقاع السريع بأنه على قوى السلام الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية والقيادة المحلية في القدس التعاون معا من اجل تنسيق جهودهم لشرح مدى الخطر الذي تتعرض له القدس من قبل حكومة ارئيل شارون بالتعاون الوثيق مع المستوطنين رغم محاولة الجميع اظهار عكس ذلك، فكيف يمكن ان يفسر اي عاقل في العالم قيام الشرطة الاسرائيلية بحراسة منزل مستوطن بني بدون ترخيص وبصورة غير قانونية على تلة في قرية ابو ديس، بينما تقوم قوة اخرى من الشرطة بحراسة الجرافات الإسرائيلية وهي تقوم بهدم منزل فلسطيني اقيم بصورة قانونية وعلى ارضه في اسفل التلة ذاتها بسبب ان هذا المنزل يقع في طريق الجدار الفاصل!!!
هذا هو الواقع ...!! واختتم اقواله بجملة "ان علينا نحن الاسرائيليين ان نعمل لمنع الحكومة من تنفيذ خطتها بعزل القدس، لان هذا سيكون ضد مصالحها القومية، كمن يطلق النار على قدميه. فالقدس كانت عبر الزمن مدينة مفتوجه وعالميه تعيش فيها الديانات بسلام وتفاهم انها مدينة الكونسنوس ...!" نظر الحضور الى بعضهم البعض وعيونهم تقول كل الحكاية: حكاية مدينة يتيمة على مائدة الخبثاء.. فاهلها يسيرون وكأنهم سكارى، وما هم بسكارى، يسيرون هائمين على وجوههم بدون هدف بدون قائد والجيمع بانتظار الفرج القادم من هناك من بعيد ....!! | |
|
ثامر 2011 عضو جديد
عدد المساهمات : 33 نقاط : 34 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: القدس في القلب الخميس نوفمبر 25, 2010 7:52 am | |
| شكرا جزيلا لك بالتوفيق ياغالي | |
|