بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مصرف الأمور ، مكور الليل على النهار ، تبصره لأولى القلوب والأبصار الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه في جملة الأخيار أحمده أبلغ الحمد على جميع نعمه ، وأسأله المزيد من فضله وكرمه ، وأشهد أن لا إله إلا الله العظيم الواحد الصمد العزيز الحكيم وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله أفضل المخلوقين وأكرم السابقين أجمعين واللاحقين
وبعد :
فحياكم الله وبياكم أيها الأفاضل في هذا المنتدى الشهم الشامخ وجعلنا الجنة مثوانا ومثواكم وثبت على الحق خطانا وخطاكم.
أضع بين أيديكم هذه الموسوعة الفقهية وهي مجموعة من الفتاوى الإسلامية لفضيلة العلماء الأجلاء : سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، فضيلة الشيخ محمد بن صـالح بن عثيمين، وفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، إضافة إلى اللجنة الدائمة وقرارات المجمع الفقهي سائلا المولى عز وجل أن تعود عليكم وعلينا بالنفع والفائدة لنتفقه في ديننا الذي هو عصمة أمرنا وليصلح الله لنا دنيانا التي فيها معاشنا وليصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ويصلح لنا أمرنا كله انه أكرم مسؤول وخير مأمول.
وأحيطكم علما بأن الموضوع الذي بين أيدينا موضوع ضخم جدا ومهم في نفس الوقت، وسأحاول أن أضع بين الفينة والأخرى فتاوى جديدة لتسهيل المتابعة والقراءة على المتلقي الكريم بدلا من إضافة الموضوع بأكمله دفعة واحدة لما سيسببه ذلك من شق الأنفس واتعابها على المتابعة والقراءة..
الجزء الأولــ
إلى نهاية كتاب الصلاة
جمع وترتيب
محمد بن عبدالعزيز المسند
كتاب العقيدة
ص 15 / من يذبح للجن لا يقبل منه عمل حتى يتوب
الحمد لله وبعد : فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على هذا الاستفتاء ونصه " يأتينا مطاوعة في البادية ويقولون : الذي يذبح للجن ماله صلاة ولا حج ، وأنا عندما سمعت منهم هذا الكلام تبت إلى الله أني ما أذبح للجن وقد حججت ويقولون أن حجك باطل فهل حجي باطل ، أم صحيح ؟ فإذا كان باطلاً فسأحج من جديد " ؟ .
- وأجابت بمايلي :
الذبح للجن شرك بالله سبحانه وتعالى ، ولو مات فاعله عليه دون توبة منه لكان خالداً مُخلّداً في النار ، والشرك لا يصحُّ معه عمل ، لقول الله سبحانه : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . ( سورة الأنعام ) . فالحمد لله تعالى أن وفقك للتوبة من هذا الذنب العظيم الذي لا يُقبل معه عمل ، وحُجَّ من جديد ، وإن صدقت توبتك فقد وعد الله التائب بالمغفرة وإبدال سيئاتك حسنات ، لقوله سبحانه : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } ( سورة الروم ) .
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه .
اللجنة الدائمة
الجزء الثاني قريبا